لمن يعيش

 لمن يعيش 


بسم الله الرحمن الرحيم 

 في بهو المركز الدولي للسكري بأبها  التقيته .. ابن خالي الأستاذ صالح بن سعد الفطيشي حفظه الله ، قلت له على هامش حديثنا والذي تذكرنا فيه بداية تسجيل هذا الموعد في هذا المركز والذي يعد الحصول عليه في وقت قريب  معجزة من المعجزات . 

قلت له : أتدري ان أخينا سالم شهوان وهو في قبره رحمه الله وزوجته في أيام حدادها  قد حصدا هذا اليوم أجرا قد لا يكونا حسبا له حساب ؟!

كانت أم عبدالله تحاول جاهدة ومنذ سنوات في أن نأخذ موعدا في هذا المركز ، والذي بلغت شهرته الافاق ، ولكن كنت أرفض وبشدة ، ليس من باب الرفض للرفض ولكن لقناعتي بأن مرض السكر يعتمد أولا وآخرًا على مدى فاعلية البنكرياس ، وهذا أمر طبي محسوم وهو أن معالجة الخلل في هذا العضو قد لاتعود كحالتها الأولى ، فكنت أقول : لِم إذن كل هذه المشاوير وذاك التعب وساعات الإنتظار في طوابير طويلة ، وأوقات نحن بحاجة إليها بدل أن نصرفها في أمر محسوم لا طائل من ورائه .

توفي حبيبنا سالم ولزمت زوجته البيت إحدادا ، وقد اقترب موعدهما اقترابا نسبيا مع مواعيد هذا المركز فكانت فرصة يجب ان تستغل ، فعرضت علي أم عبدالله الفكرة للمرة الالف ، ولكن هذه المرة قالت :: لنستفيد من موعد أخي رحمه الله وموعد زوجته حفظها الله ، والتي بسبب إحدادها لا تستطيع الخروج ، وافقت لكثرة إصرارها ولأن الموعد قد ضُرِب مسبقا وقد اقترب ، ولان هناك أيضا رغبة خفية في أن نكون سببًا في اجور لأصحاب الموعد الأساسي والذي لأجله قد سنحت لنا الفرصة وعلينا استغلالها  .

وصلنا المركز في السابعة من صباح اليوم الإثنين 1443/1/29هـ وبعد أن انهينا مرحلة التحاليل وتخطيط القلب   لمحت خالي العزيز مقبلا إلي ،  بادرته بالقول : بان هذا عمل من الأعمال الصالحة المستمرة بإذن الله لأخينا سالم رحمه الله ، وأن استفادتنا من موعده يصب في موازينه بإذن الله .

نظر إلي مبتسما وقال : أتدري عندما أخبرته بالموعد وقد كان الموعد حينها بعيدا ماذا قال لي ؟

لقد قال لي بالحرف الواحد : يامن يعيش .

سبحان الله ، والله ان هذا هو حال المسلم الحق مع الأمور المستقبليه فالمسلم لا يجزم بطول حياته لحظة ، ولا يدري إن جن عليه  الليل هل يصبح له يوم جديد أم لا والعكس ، وهكذا كان الحال مع أخينا سالم رحمه الله ، فقد مات قبل أن يحل الموعد فحق له أن يقول حينها : لمن يعيش .

استاذنني أخي الحبيب صالح ليتحدث لموظفة الإستقبال ، فهناك من أوصاه بالحجز له وبعد لحظات عاد إلي مذهولا يقول : اخبروني بأنه يمكن لأصحابك أن يتواصلوا بعد سبعة اشهر لتسجيل موعد ، وقد يكون موعد الحضور لهم بعد سبعة اشهر اخرى .

خرجنا من المركز وأنا افكر  لو أن إدارة المركز تكتب على المدخل : مواعيدنا لمن يعيش .

علي بن سعد الزهراني 

ابها .. الاثنين 1443/1/29 هـ

الساعة 9 صباحا 

TAG

هناك تعليق واحد

  1. رحم الله أبا أحمد واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجمعنا به في جنات النعيم وجميع موتانا وموتى المسلمين . نعم صحيح ما ذكرت ابو عبدالله فقد قال لي عندما أخبرته بالموعد يامن يعيش وذلك لبعد الموعد ولكن كان القدر اسرع وجزاك الله خيرا أبو عبدالله

    ردحذف

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Edit in JSFiddle JavaScript